السلام عليكم ورحمة الله
كتب ابن حزم (طوق الحمامة في الأُلْفَة والأُلاف) سنة 994م في قرطبة حيث كان يقيم أي قبل أكثر من ألف عام مضى, وفي الثالثة والأربعين من عمره فجاء عمله دراسة وافية لحالات الحب وأنواعه نابعة من خبرته للحياة والطبيعة الإنسانية للرجل والمرأة, ومن تجربته الشخصية يوم كان في مطلع صباه, فاعتبره الباحثون العرب والمستعربون الأجانب أكمل كتاب, بل أول كتاب مُلم بموضوع الحب وحالاته المتنوعة16, وأول أثر من نوعه مدبّج بلغة سهلة وصراحة مدهشة. ذكرت أن ابن حزم كان يوم ألّفه في الثالثة والأربعين من العمر, فاستهله برسالة وجهها إلى أمير من أصدقائه كان قد أوعز إليه بدراسة هذا الموضوع, استهلّها يقول
(الحبّ, أعزك الله, أوّله هزلٌوآخره جَدٌّ, دقّت معانيه عن أن توصف لجلالتها فلا تُدرك معانيها إلا بالمعاناةوالحب ليس بمنكرٍ في الديانة ولا بمحظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجلالحب هو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في الخليقة, كما أن للتمازج والتباين بين المخلوقات سرّاً دليله الاتصال والانفصال
يقف قارئ هذا الكتاب بإعجابحيال صراحة العالم والفقيه ابن حزم في وصف حبه الأول لجارية رائعة الحسن يوم كان فيالخامسة عشرة من العمر. كانت تلك الفتاة في مثل سنّه تقريباً فذكر لنا أنه سعى للتحدث إليها والإعراب عن عاطفته تجاهها فكانت لا تجيب لشدّة حيائها وحذرها. وصفهابأنها كانت تجيد العزف على العود والغناء وأنه سمعها تغني أبياتاً للعباس بن الأحنف في البستان ذات يوم فازداد بها كلفاً ووصف تأثير غنائها فيه حيث قال: (والله ما نسيت ذلك اليوم ولن أنساه إلى يوم مفارقة الحياة!) وأضاف يقول في كتابه إنه أرسل إليها بيتين من الشعر الرقيق تعبيراً عن ولعه بها وعن عذره لها كذلك بداعي احتراسها وتفهّمه لتمنّعها هما
لا تَلُمْها على النفارِوَمَنْـعِالْوَصْلِ, مـا هـذا بنكيـرِ
هل يكون الهلالُ غَيْرَ بعيدٍ?أويكونْ الغزالُ غَيْرَ نفيرِ?
كما أضاف ابن حزم يقول إنهشعر بغيرة شديدة من الشاعر عباس بن الأحنف لأنها غنت أبياتاً من شعره على عودهافأرسل إليها البيتين التاليين
مَنَعْتِ جمالَ وجهكِ مقلتيّاولفظكِ قد ضَنَنْتِ بِهِ عليَّ
وَقَد غَنَّيتِ للعباسِ شعراًهنيئـاً ذا للعبـاسِ هنيّـاً
ولكن هذين البيتين ظلا بلا جواب فخاطبها من جديد معرباً عن شدة هيامه بها ببيتين آخرين من شعره بعث بهما إليهاقائلاً, بل شاكياً همّه, ومعرباً عن هيامه بها
]وأستلِذُّ بلائي فيـكَ يـا أَمَلـيولستُ عنكَ مدى الأيام أَنْصَرِفُ
إن قيل ليتَسَلَّى عن مودتِـهِفما جوابي إلا: اللامُ والأَلِـفُ!
ثماعترف بأن الحبّ داءٌ عياء, وعِلَّةٌ مشتهاة لا يودّ المحب الشفاء منها أبدا
لقد تُرجم (طوق الحمامة) إلى لغات أوربية متعددة, وفيه ذكر لنا أخباراً عنحبّ الأمراء والخلفاء الأندلسيين للنساء, منها أن الخليفة الحكم المستنصر بالله هام بفتاة إسبانية من منطقة (الباسك) الشمالية كانت تدعى: (أورودا - AURODA) فتزوجها وأسماها (صبح) وهي التي لعبت دوراً كبيراً في حياة الأندلس السياسية وأنجبت له ابنه16] الخليفة هشام بن الحكم. وحدّثنا كذلك عن حبّ الأمير عبدالرحمن بن الحكم لجاريته (طروب) التي تزوجها وبقيت المرأة الوحيدة المحبوبة حتى آخر حياته
ولتحميلالكتاب أضغط ]هنــا
كتب ابن حزم (طوق الحمامة في الأُلْفَة والأُلاف) سنة 994م في قرطبة حيث كان يقيم أي قبل أكثر من ألف عام مضى, وفي الثالثة والأربعين من عمره فجاء عمله دراسة وافية لحالات الحب وأنواعه نابعة من خبرته للحياة والطبيعة الإنسانية للرجل والمرأة, ومن تجربته الشخصية يوم كان في مطلع صباه, فاعتبره الباحثون العرب والمستعربون الأجانب أكمل كتاب, بل أول كتاب مُلم بموضوع الحب وحالاته المتنوعة16, وأول أثر من نوعه مدبّج بلغة سهلة وصراحة مدهشة. ذكرت أن ابن حزم كان يوم ألّفه في الثالثة والأربعين من العمر, فاستهله برسالة وجهها إلى أمير من أصدقائه كان قد أوعز إليه بدراسة هذا الموضوع, استهلّها يقول
(الحبّ, أعزك الله, أوّله هزلٌوآخره جَدٌّ, دقّت معانيه عن أن توصف لجلالتها فلا تُدرك معانيها إلا بالمعاناةوالحب ليس بمنكرٍ في الديانة ولا بمحظور في الشريعة إذ القلوب بيد الله عز وجلالحب هو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في الخليقة, كما أن للتمازج والتباين بين المخلوقات سرّاً دليله الاتصال والانفصال
يقف قارئ هذا الكتاب بإعجابحيال صراحة العالم والفقيه ابن حزم في وصف حبه الأول لجارية رائعة الحسن يوم كان فيالخامسة عشرة من العمر. كانت تلك الفتاة في مثل سنّه تقريباً فذكر لنا أنه سعى للتحدث إليها والإعراب عن عاطفته تجاهها فكانت لا تجيب لشدّة حيائها وحذرها. وصفهابأنها كانت تجيد العزف على العود والغناء وأنه سمعها تغني أبياتاً للعباس بن الأحنف في البستان ذات يوم فازداد بها كلفاً ووصف تأثير غنائها فيه حيث قال: (والله ما نسيت ذلك اليوم ولن أنساه إلى يوم مفارقة الحياة!) وأضاف يقول في كتابه إنه أرسل إليها بيتين من الشعر الرقيق تعبيراً عن ولعه بها وعن عذره لها كذلك بداعي احتراسها وتفهّمه لتمنّعها هما
لا تَلُمْها على النفارِوَمَنْـعِالْوَصْلِ, مـا هـذا بنكيـرِ
هل يكون الهلالُ غَيْرَ بعيدٍ?أويكونْ الغزالُ غَيْرَ نفيرِ?
كما أضاف ابن حزم يقول إنهشعر بغيرة شديدة من الشاعر عباس بن الأحنف لأنها غنت أبياتاً من شعره على عودهافأرسل إليها البيتين التاليين
مَنَعْتِ جمالَ وجهكِ مقلتيّاولفظكِ قد ضَنَنْتِ بِهِ عليَّ
وَقَد غَنَّيتِ للعباسِ شعراًهنيئـاً ذا للعبـاسِ هنيّـاً
ولكن هذين البيتين ظلا بلا جواب فخاطبها من جديد معرباً عن شدة هيامه بها ببيتين آخرين من شعره بعث بهما إليهاقائلاً, بل شاكياً همّه, ومعرباً عن هيامه بها
]وأستلِذُّ بلائي فيـكَ يـا أَمَلـيولستُ عنكَ مدى الأيام أَنْصَرِفُ
إن قيل ليتَسَلَّى عن مودتِـهِفما جوابي إلا: اللامُ والأَلِـفُ!
ثماعترف بأن الحبّ داءٌ عياء, وعِلَّةٌ مشتهاة لا يودّ المحب الشفاء منها أبدا
لقد تُرجم (طوق الحمامة) إلى لغات أوربية متعددة, وفيه ذكر لنا أخباراً عنحبّ الأمراء والخلفاء الأندلسيين للنساء, منها أن الخليفة الحكم المستنصر بالله هام بفتاة إسبانية من منطقة (الباسك) الشمالية كانت تدعى: (أورودا - AURODA) فتزوجها وأسماها (صبح) وهي التي لعبت دوراً كبيراً في حياة الأندلس السياسية وأنجبت له ابنه16] الخليفة هشام بن الحكم. وحدّثنا كذلك عن حبّ الأمير عبدالرحمن بن الحكم لجاريته (طروب) التي تزوجها وبقيت المرأة الوحيدة المحبوبة حتى آخر حياته
ولتحميلالكتاب أضغط ]هنــا