الرئيسية
كنت من فترة اعيش فى بيروت
وفى صباح يوم من الأيام استوقفني أحد المارة وسلم عليٌ بحرارة وقال: مبروك
لا أعرفه، وليست هناك مناسبة للمباركة، لكنني أتحسب منذ فترة من خيانة ذاكرتي،
وأخشي من هجوم مباغت للشيخوخة المبكرة، لذلك رددت التحية وقلت له: الله يبارك فيك، وعقبال عندك.
بعد بضعة أمتار استوقفني آخر وسألني: الأخ مصري؟ ولما أجبته، صافحني بحرارة وقال لي: مبروك..
هنا بدأ شكي في ذاكرتي يتحول إلي يقين، وكنت علي وشك أن أسأله: أنت تعرفني؟
لكني التزمت الصمت، واستوقفت سيارة أجرة قاصدا عملي ، وإذا بالسائق يدخل في الموضوع دون اسئلة أو مقدمات، ويقول: (والله عملها المصريين).
تحدث وكأنه متيقن من أنني معهم علي الخط، فزاد إحراجي فقررت المناورة، وقلت: بس ماحدش عارف عملوها إزاي؟ فرد قائلا بلهجة لبنانية: ولو (لفظ شامي يقصد به التعجب)، وسكت،
فسألته إن كان قد عرف من الأخبار؟ فقال إن جاره أخبره.. وهنا لاح أمل جديد في أن أعرف الموضوع دون أن أكشف جهلي فطلبت منه أن يقص عليٌ ما قاله له جاره بالضبط، لأن الروايات متضاربة،
فقال بايجاز: إن جاره لا يعرف التفاصيل، وأنه أخبره فقط بأن المصريين استولوا علي السفارة الإسرائيلية وأحرقوها، وأن مصير السفير مجهول.
استمعت والتزمت الصمت، ربما حتي لا أضيع عليه فرحته، وربما لاستمتاعي بعباراته المادحة في المصريين ومصر الأمل والبطولة، مصر عبدالناصر..
ربما التزمت الصمت (وهذا هو الاحتمال الأكبر) لأنني أردت أن أعيش لحظة عز ولو علي أساس من هواء، لحظة انتصار ولو كانت مبنية علي الوهم.
وإن هي إلا ثوان حتي راحت السكرة وجاءت الفكرة، فطلبت منه النزول، متعللا برغبتي في المشي.
مشيت أناجي الله.. أسأله: متي يصبح الوهم حقيقة؟ متي يكتب لنا في مصر أن نسقي الصهاينة من جديد كئوس الموت والذل؟
متي ترفع يا رب مقتك وغضبك عنا؟
متي ترفع عنا عار ومذلة الصلح معهم؟ إلي هذه الدرجة تكرهنا يا الله؟ أم أنك تدخرنا ليوم جهاد أكبر وفتح عظيم؟ إلي هذا الحد بلغ سخطك علينا؟ أم أننا علي وعد قريب باسترداد هوية خير أجناد الأرض واستعادة دورنا كمرابطين إلي يوم الدين؟
]تقبلوا منى التحية
وفى صباح يوم من الأيام استوقفني أحد المارة وسلم عليٌ بحرارة وقال: مبروك
لا أعرفه، وليست هناك مناسبة للمباركة، لكنني أتحسب منذ فترة من خيانة ذاكرتي،
وأخشي من هجوم مباغت للشيخوخة المبكرة، لذلك رددت التحية وقلت له: الله يبارك فيك، وعقبال عندك.
بعد بضعة أمتار استوقفني آخر وسألني: الأخ مصري؟ ولما أجبته، صافحني بحرارة وقال لي: مبروك..
هنا بدأ شكي في ذاكرتي يتحول إلي يقين، وكنت علي وشك أن أسأله: أنت تعرفني؟
لكني التزمت الصمت، واستوقفت سيارة أجرة قاصدا عملي ، وإذا بالسائق يدخل في الموضوع دون اسئلة أو مقدمات، ويقول: (والله عملها المصريين).
تحدث وكأنه متيقن من أنني معهم علي الخط، فزاد إحراجي فقررت المناورة، وقلت: بس ماحدش عارف عملوها إزاي؟ فرد قائلا بلهجة لبنانية: ولو (لفظ شامي يقصد به التعجب)، وسكت،
فسألته إن كان قد عرف من الأخبار؟ فقال إن جاره أخبره.. وهنا لاح أمل جديد في أن أعرف الموضوع دون أن أكشف جهلي فطلبت منه أن يقص عليٌ ما قاله له جاره بالضبط، لأن الروايات متضاربة،
فقال بايجاز: إن جاره لا يعرف التفاصيل، وأنه أخبره فقط بأن المصريين استولوا علي السفارة الإسرائيلية وأحرقوها، وأن مصير السفير مجهول.
استمعت والتزمت الصمت، ربما حتي لا أضيع عليه فرحته، وربما لاستمتاعي بعباراته المادحة في المصريين ومصر الأمل والبطولة، مصر عبدالناصر..
ربما التزمت الصمت (وهذا هو الاحتمال الأكبر) لأنني أردت أن أعيش لحظة عز ولو علي أساس من هواء، لحظة انتصار ولو كانت مبنية علي الوهم.
وإن هي إلا ثوان حتي راحت السكرة وجاءت الفكرة، فطلبت منه النزول، متعللا برغبتي في المشي.
مشيت أناجي الله.. أسأله: متي يصبح الوهم حقيقة؟ متي يكتب لنا في مصر أن نسقي الصهاينة من جديد كئوس الموت والذل؟
متي ترفع يا رب مقتك وغضبك عنا؟
متي ترفع عنا عار ومذلة الصلح معهم؟ إلي هذه الدرجة تكرهنا يا الله؟ أم أنك تدخرنا ليوم جهاد أكبر وفتح عظيم؟ إلي هذا الحد بلغ سخطك علينا؟ أم أننا علي وعد قريب باسترداد هوية خير أجناد الأرض واستعادة دورنا كمرابطين إلي يوم الدين؟
]تقبلوا منى التحية
