عندما كانت صغيرة .. كانت تُراقب والديّها .. وتعاملهما مع بعضهما البعض .. كانت لا تفقهُ معنى إنشاء أسرة وتحمّل مسؤوليّه .. لَمْ تكن تعي .. مُعاركة السنين ومُجاراة الأنين .. لَمْ تكن تعي كُل هذهِ الأمور.. وإنمّا كانت تحلم بأسرة صغيرة وأبناء تضمهُم إلى صدرها الدافئ .. وتُحيطهم بيديّها الحانيتيّن .. تُلاعبهم .. تُقبلهم .. تُربيهم .. يُخالط جسدها أجسادهم .. تُرضعهم الحُب والحنان .. وحينما كَبرت .. أحسَّت بإقتراب تحقق أحلامها .. حتى تخرجّت مِنْ الثانويّه .. بتقدير عالٍ يُؤهلها لدخول الجامعه , فانهالت التبريكات عليها مِنْ كُل مكان .. أهلها .. أقرباؤها .. بنات عماتها وبنات خالاتها ..
ومَضَتْ الأيام بسرعه مِثلما كانت تُريد " نجلاء " نعم .. إنها نجلاء تلك الفتاة التي لَمْ تتجاوز التاسعة عشر بعد .. فتاة جميلة .. خلوقة ومُؤدبة ومُلتزمه .. حرص أهلها على تربيتها وتعليمها .. مرّت الأيام كأنها برقٌ تتالى .. والله المُستعان .. حتى دَخَلتْ نجلاء إلى الجامعه .. وحَرصت على طلب العلم الشرعَي ..
مرّ اليوم الدراسي وكانت في أوّج سعادتها .. برغَمِ مافي هذا اليوم مِنْ رهبه ,, كون الإنسان إنتقل مِنْ عالم القيود ..وتحرّر مِنْ الزي الموّحد .. ومِنْ الفسحة وإنتظار جرس إنتهاء الحصة المدرسيّه ..إلى عالم مفتوح .. مُتحرر .. يعتمد الإنسان بهِ على نفسه .. ويحرص هو على دراسته ومستقبله .. فليس هُناك جرس يُنذر بإنتهاء الحصة ولا يوجد " طابور صباحي " يُشعِر بالملل والكآبه ,, وليست هُناك (حصة أولى) , التي لطالما سَمِعنا بها ولَمْ نكن نعلم ما يُقال بها مِنْ أثر النعاس ..
نعود إلى نجلاء .. وكعادة الأسبوع الأول في الجامعه .. نرى عدم الإلتزام في حضور الساعات الدراسيّه .. مُتعللين الطلبة ب " السحب والإضافة " .. وما هي إلا حجج واهيّه .. من أجل إستطالة الإجازة الصيفيّه .. ولكِنْ نجلاء كانت حريصة على حضور الساعات الدراسية , برغم تغيّب بعض الدكاترة إلا إنها كانت ترقب بعينيّها باب القاعة .. مُؤملة نفسها بدخول أستاذ المادة .. فبدأ الحماس ينطفئ قليلاً في قلبها .. فأخذت تتسائل في نفسها " تُرى ما بهم لا أحد يحضر " بينما هُناك قاعات قليلة جداً قد بدأ الأستاذ بالشرح ..
وبينما كانت تتمشى في ممرات القاعات .. حتى رأت صديقتها أيام الثانويّه .. فسلمّت عليها وتهلل وجهها مُستبشراً ,, وتحدثّت معها .. عَنْ الجامعه وفي أي كلية .. وكيفيّه الساعات الدراسيّة .. والنظام .. فأخبرتها صديقتها التي سبقتها بعام واحد إلى الجامعه .. بكل شئ .. وساعدتها ..
هُنا .. إطمأنت نجلاء وزال الخوف والتردد الذي بها .. ثم عادت إلى البيت .. وأخَبَرتْ والدتها بما جرى .. وما رأت في الجامعه .. وأن الحياة مُختلفة تماماً عن المدرسة .. وتوالت الأيام بجدٍ وإجتهاد .. حتى حَصَلتْ نجلاء على أعلى الدرجات , وإنتهت السنة الدراسيّة الأولى .. وبدأت نجلاء تشعر بالحاجة إلى الحُب والعطف .. لَمْ يكن والديها مُقصرين معها بما تُريد .. ولكِنْ كانت تفتقد إلى الحُب والكلمات .. حتى تمنّت لو أنها لَمْ تكبر .. لتغيّر مُعاملة والديّها .. فقد أصبحوا مُنهمكين بتربية إخوانها الصغار .. وأهملوا حاجة نجلاء إلى الحُب والرعاية .. ظنّوا أن الإنسان حينما يكبر ويدخل إلى الجامعه .. قد يتجرّد مِنْ الإحساس .. ولم يعد بحاجة إلى كلمات الحُب والعطف أو إلى يديّن حانيتيّن تمسح على رأسها حتى تنام .. لم تعد ترى نجلاء إقبال والدها عليها وتقبيلها ومُلاعبتها .. فأمها دائماً مشغولة بأمور البيت والأبناء ..
ومَضَتْ الأيام بسرعه مِثلما كانت تُريد " نجلاء " نعم .. إنها نجلاء تلك الفتاة التي لَمْ تتجاوز التاسعة عشر بعد .. فتاة جميلة .. خلوقة ومُؤدبة ومُلتزمه .. حرص أهلها على تربيتها وتعليمها .. مرّت الأيام كأنها برقٌ تتالى .. والله المُستعان .. حتى دَخَلتْ نجلاء إلى الجامعه .. وحَرصت على طلب العلم الشرعَي ..
مرّ اليوم الدراسي وكانت في أوّج سعادتها .. برغَمِ مافي هذا اليوم مِنْ رهبه ,, كون الإنسان إنتقل مِنْ عالم القيود ..وتحرّر مِنْ الزي الموّحد .. ومِنْ الفسحة وإنتظار جرس إنتهاء الحصة المدرسيّه ..إلى عالم مفتوح .. مُتحرر .. يعتمد الإنسان بهِ على نفسه .. ويحرص هو على دراسته ومستقبله .. فليس هُناك جرس يُنذر بإنتهاء الحصة ولا يوجد " طابور صباحي " يُشعِر بالملل والكآبه ,, وليست هُناك (حصة أولى) , التي لطالما سَمِعنا بها ولَمْ نكن نعلم ما يُقال بها مِنْ أثر النعاس ..
نعود إلى نجلاء .. وكعادة الأسبوع الأول في الجامعه .. نرى عدم الإلتزام في حضور الساعات الدراسيّه .. مُتعللين الطلبة ب " السحب والإضافة " .. وما هي إلا حجج واهيّه .. من أجل إستطالة الإجازة الصيفيّه .. ولكِنْ نجلاء كانت حريصة على حضور الساعات الدراسية , برغم تغيّب بعض الدكاترة إلا إنها كانت ترقب بعينيّها باب القاعة .. مُؤملة نفسها بدخول أستاذ المادة .. فبدأ الحماس ينطفئ قليلاً في قلبها .. فأخذت تتسائل في نفسها " تُرى ما بهم لا أحد يحضر " بينما هُناك قاعات قليلة جداً قد بدأ الأستاذ بالشرح ..
وبينما كانت تتمشى في ممرات القاعات .. حتى رأت صديقتها أيام الثانويّه .. فسلمّت عليها وتهلل وجهها مُستبشراً ,, وتحدثّت معها .. عَنْ الجامعه وفي أي كلية .. وكيفيّه الساعات الدراسيّة .. والنظام .. فأخبرتها صديقتها التي سبقتها بعام واحد إلى الجامعه .. بكل شئ .. وساعدتها ..
هُنا .. إطمأنت نجلاء وزال الخوف والتردد الذي بها .. ثم عادت إلى البيت .. وأخَبَرتْ والدتها بما جرى .. وما رأت في الجامعه .. وأن الحياة مُختلفة تماماً عن المدرسة .. وتوالت الأيام بجدٍ وإجتهاد .. حتى حَصَلتْ نجلاء على أعلى الدرجات , وإنتهت السنة الدراسيّة الأولى .. وبدأت نجلاء تشعر بالحاجة إلى الحُب والعطف .. لَمْ يكن والديها مُقصرين معها بما تُريد .. ولكِنْ كانت تفتقد إلى الحُب والكلمات .. حتى تمنّت لو أنها لَمْ تكبر .. لتغيّر مُعاملة والديّها .. فقد أصبحوا مُنهمكين بتربية إخوانها الصغار .. وأهملوا حاجة نجلاء إلى الحُب والرعاية .. ظنّوا أن الإنسان حينما يكبر ويدخل إلى الجامعه .. قد يتجرّد مِنْ الإحساس .. ولم يعد بحاجة إلى كلمات الحُب والعطف أو إلى يديّن حانيتيّن تمسح على رأسها حتى تنام .. لم تعد ترى نجلاء إقبال والدها عليها وتقبيلها ومُلاعبتها .. فأمها دائماً مشغولة بأمور البيت والأبناء ..